الشاعر سام يوسف صالح

شَرِقَ الياسمينُ بالحَزْنِ حَتَّى
سَكَبَ العِطرَ في الهواءِ نُواحا

ربِّ رِفْقاً بِشامِنا إنَّ قوماً
أَثْخَنَتْها ظُبى أَذاهمْ جِراحا

الشآمُ الفيحاءُ جَنَّةُ مَجْدٍ
قُدُسِيٍّ يَسْتَقْطِبُ الأرواحا

الشآم السَّمْحاءُ عَقْلُ صَلاةٍ
يفهمُ الحُبَّ في القلوبِ فَلاحا

الشآمُ السَّلامُ وَالنورُ رَفَّا
في مَدى العينِ نَرْجِساً وَأَقاحا

الشآمُ الحياةُ والدّين زُفّا
للبرايا تَسامُحاً وانْفِتاحا

الشآمُ التَّاريخُ والفَنُّ شَفّا
في دياجي الدَّهرِ والسحيقِ صَباحا

ايُّ خَطْبٍ دَهاكِ يا قَلْعَةَ الشَّرْقِ
فأردى في قلبكِ الأفراحا

أيُّ ذنبٍ مِنَ الذنوبِ اجْتَرَحْناهُ
بِحَقِّ المبينِ اجْتراحا

فاسْتَشَاطَ الأنامُ سُخْطاً علينا
وَأَغَصُّوا مِنَ الدِّماءِ البِطاحا

فَرَأَيْنا السلاحَ حِقداً دفيناً
وَرَأَيْنا الحقدَ الدفينَ سِلاحا

إيهِ يا شامُ والمصيبةُ كبرى
حينَ يغدو الدَّمُ الحرامُ مُباحا

أيُّ رِيْحٍ مِنَ الجزيرةِ هَبَّتْ
فِتْنةً هالَتِ الجهاتِ اجْتِياحا

لو يُراعُونَ يَثْرِباً وَنَبِيّاً
وكتاباً وكَعْبَةً وَضُراحا

طعَنُوا فِكرةَ العروبةِ والدّينِ
وَأَخْفَتْ عباءةٌ أَرْماحا

وَيْلَ مَنْ صَيَّروا السِّياسةَ عُدْواناً
وكِذْباً وخِسَّةً وانْبطاحا

ياكِلاباً قَدْ جَرَّؤوها على العَضِّ
وكانَتْ قَبْلاً تخافُ النُّباحا

أتظنُّونَ أنَّ قُوَّةَ (أَمْرِيْكا )
تَقِيْكُمْ مَكْراً مِنَ اللهِ لاحا

ياشآمُ اصبِري فإني أرى
المنْتَقِمَ العَدْلَ قاهِراً فَتَّاحا

11/7/2012م

[b]